إن أدب الطفل هو جنس أدبي جديد في أدبنا العربي وكذلك في آداب الأمم الأخرى. إذا لم يظهر في القديم وعي يحترم شخصية الطفل وميوله وأهواءه بوصفه إنساناً ذا كيان مستقل. وكان أدب الأطفال في السابق يعتمد على غرائب الحكايات وعجائب التخيلات، دون إدراك في أغلب الأحيان أن الطفل إنسان مصغر له شخصيته الخاصة، وأن المطلوب تنمية هذه الشخصية بشيء من الاستقلالية لتعرف طريقها الخاص الى المستقبل بدلاً من قولبتها على أنموذج جامد ونمطي. وكان الإقناع في التربية آخر ما يفكر به المؤدبون والآدباء والمعلمون.
وفي العصر الحديث تأخرت الثقافة العربية عن إدراك أهمية وخصوصية تنمية شخصية الطفل. ولكن تدريجياً بدأت تظهر بالتدريج محاولات لتفهم عقلية الطفل من خلال التربية غير المباشرة التي يطرحها أدب الأطفال مصحوبةً بالإمتاع وتوسيع أفاق الخيال عند الطفل...
وتطور الأمر بسرعة مقبولة وبدأ يظهر في الكتابة العربية نوع من التخصص في هذا الفن غير السهل على الإطلاق. كما بدأت تظهر اهتمامات شبه رسمية في هذا المجال، وتوالت الجوائز المتعلقة بأدب الطفال وعقدت بعض المؤتمرات حول هذا الموضوع.
وجاء اهتمام دولة قطر بتأسيس ورسم سياسة تربوية وثقافية للطفل وخلق بيئة ملائمة تستقطب عقله، رغبة في إعداد جيل مسلح بالعلم والمعرفة قادر على الحفاظ على هويته العربية الاسلامية ومواصلة مسيرة التنمية الشاملة التي تشهدها البلاد.
وبتوجيهات ورعاية كريمة من صاحبة السمو الشيخة موزة بنت ناصر المسند حرم صاحب السمو أمير البلاد رئيس مجلس الأعلى لشؤون الأسرة أطلق المجلس الأعلى لشؤون الأسرة في عام 2001 حملة اقرأ بهدف التوعية بأهمية التعليم في اكتساب جميع المعارف والمهارات الحسية والذهنية التي تشبع حاجات الفرد والجماعة.
كما دعت سموها في افتتاح فعاليات المنتدى الإعلامي الخليجي حول التلفزيون وحقوق الطفل (فبراير 2002) الى ضرورة ان ندرك جميعا مدلول ومعنى القرية التي اضحت كناية على عالمنا المعاصر ومرادفا له مؤكدة ان عالمنا فعلا قرية صغيرة تقاربت مسافاتها وتقلص أبعادها وتداخلت ثقافتها وأفكارها بحكم تطور أساليب ووتيرة التواصل والاتصال وادراكا لخطورة أن يؤثر التطور السريع والسهل لوسائل الاتصال الحديثة على الهوية العربية الاسلامية للطفل، وايمانا بضرورة النهوض بالانتاج الادبي الموجه للطفل الذي تضاءل في ظل غزو الفضائيات ووسائل التلقي الالكترونية المختلفة لعالم الطفل، أطلقت قطر برعاية صاحبة السمو الشيخة موزة بنت ناصر المسند هذه الجائزة ورصدت لها الجهود المختلفة، واليوم وبعد أشهر من المتابعة والعمل الدؤوب نجني ثمارها أعمالا أدبية فنية ابداعية رفيعة المستوى ساهم بها عدد كبير من المبدعين الأدباء والفنانين العرب تميزت بالأصالة وحققت أهدافها في الارتقاء بأدب وفنون الطفل العربي، وبدون شك ستثري الأعمال الفائزة المكتبة العربية وستساهم في خلق الوعي الأدبي لدى الطفل وستكون باكورة اعمال أدبية قادمة تقع في ظل جائزة الدولة لأدب الطفل.
ختاماً: نهنىء الفائزين بالجائزة وننظر بتفاؤل إلى إنجازاتهم المستقبلية.